فراشتي الجميلة

موضوع: فراشتي الجميلة السبت ديسمبر 18, 2010 4:37 pm

ترفرف أجنحتها الجميلة وألوانها الزاهية .....هنا وهناك تتنقل برشاقة وخفة بين أزهار حديقة فردوس جنة أحلامي المغفلة الغبية......التي بنيتها من أحلامي الوردية ....وصنفت أنتقيت زهورها من أرقى أسواق المحبة الحقيقية .... وصففتها بقياسات الحب الأصلية ....ورويتها من رحيق المحبة الأخوية .....مع تهيئة الأجواء الصافية النقية ....حتى تطمئن تلك الفراشة وتعرف أنني لا أريد بها سوءا ولا أذية ....فحبي لها أنما هو حبا لكل فراشة رقيقة بريئة أسقيها من رحيق الحب الأخوي حتى تروي عطشها لاشكورا وراء ذلك أبغي ولا جزية
بل رضى الله..... فأعظم أجر تجنيه حينما تصدق النية ....ولا يتبع سمو حبك هذا طمعا ولا عطية....وكم من فراشة صغيرة بريئة أغارت على جسمها الرشيق وجناحيها المزركشة الدبابيرالجائعة ونهشتها نهشا ونفتت فيها سمومها فلا شيء ينفع مع سموم الدبابير ....ولاعلاج يبري إلا من رحم ربي من فراشات وجدت حديقة حب حقيقية ومجانية..... ما أقلها هذه الأيام فحدائق الحب لم تعد كلها مجانية وحقيقية ....بل أصبحت بمقابل وقد يكون الثمن غاليا لا تستطيع الفراشة المسكينة دفعه ....وربما علاجها يقضي على بقية ماتركه الدبابير من جسدها المدمر ....ورغم تلك الحديقة الأسطورية التي بنيتها من مشاعر وأحلام وأزهار نادرة ندرة الحب الصادق .... لاحظت أن هذه الفراشة اليافعة لها عادات شاده عن قاعدة الفراشات فهي تحب اللعب على حواف الحديقة معرضة نفسها وبتعمد للتحرش والتربص من قبل الدبابير الجائعة....التي تنتظر في غفلة ولو لطرفة عين لتنقض عليها وتنهشها وتفرغ سمها في جسدها ....ولكن لله في خلقه شئون...

لم يدر بخلدي ولو لثانية واحدة أنني توليت رعاية الفراشة الحرباء.....هل تعرفونها .... هذا حسب تصنيفي المغفل .... أنها نوعا من الفراشات الخطيرة التي تتلون وتتكيف على حسب هواها ومصالحها ....فتارة تعطي مظهر الفراشة البريئة زاهية الألوان ....وتارة تستعمل ألوانها للغش والأختفاء وتختفي من أمامك لفترة ....وتارة تتجاهل عنايتك بها وتارة تهمشك ...وتارة تتلون بألوان فراشات أخرى أو تلبس أثوابها .... غريبة هذه الفراشة .....تعشق اللعب مع الدبابير السامة وتقدم لهم الأغراء تلو الآخر تظن أنها في مأمن من سموم الدبابير ...متجاهلة التحدير با لأقتراب من الدبابير السامة ....ومتغافلة على حقيقة أن جوع الدبابير وشراهتها للحم الفراشات بأنواعها....فالدبابير تقوم بأي شي من أجل أن تفرغ سمومها في لحمها .... وحين تفرغ الدبابير سمها في فراشة ماء فإن تلك الفراشة تصبح بين خيارين أما أن تنتهي ....وأما أن تقع بين أحضان الدبابير لكي يكتسحو مابقي من تحصينات جسدها ويتدوقو شهد لحمها وتفريغ شحنات سمومهم فيها ....عموما ....رغم الألم ورغم التعب ورغم تحطم أحلامي ببناء محمية للفراشات الضائعة .....رغم ل شيء ورغم أنني أتهمت أحلامي با تجاوز حدودها والمغالات في تصوراتها ورغم أنني أتهمت أحلامي با الغباء وبتحكيمها للعاطفة على العقل ....فقد واجهتني أحلامي المغفلة الغبية لدرجة أنني أدركت أنها لم تكن غبية بل نت أنا الغبي ....قالت لي لما تبني أحلاما وقصور في مجارى التيارات ألم تعلم بأنه لابد أن يأتي يوما وتنجرف فيه هذه الأحلام مع تيارات الحقيقة المرة ....لم تظن نفسك منقدا ...أنظر كم مر من منقد قبلك جرفه التيار ....هل أنت خير من أبراهام أنكولن محرر العبيد ...أين هو الآن لقد جرفه تيار العنصرية الحاقدة ....أنظر إلي تشي جيفارا هل وصلت لما وصل إليه أين هو الآن لقد جرفه تيار الطمع الراس مالي ....باتريك لومبا الثائر على الأستعمارفي أفريقيا لقدجرفه تيار الأستعمار....أين قائد ثورة العبيد سبارتكوس لقد جرفه تيار السادة والأقطاعية .....هل تظن أنك تساوي حتى واحد في المئة من هؤلاء ....لالا...أستفق من أحلامك فأنت في الزمن الخطاء والمكان الخطاء ....أنت في زمن الخطيئة الجحود والتنكر لكل شيء جميل ....وأنت في المكان الخطاء لأنك في مجرى التيارات القوية والأعاصير الهدامة ....فلا تجعل من نفسك بطل أسطوري وملا ك بريء فقد ولى وقت الأساطير وجاء وقت الأباطيل....فلا تلم إلا نفسك إدا جرفك تيار أو هدم أحلامك أعصار فنحن في زمن العجب العجاب زمن لم تتخيله حتىمؤلف أساطير ألف ليلة وليلة ....كانت مواجهة شفافة بيني وبين أحلامي ....لكنها أقنعتني بحقيقة بل بحقائق جوهرية لم ألحظها من كثر حماسي واندفاعي .... رغما أنني قد أتهمت أفكاري با الغباء وبالجنون إلا أنني عدت للمثل القائل (( خد الحكمة من أفواه المجانين )) ورغم كل ما حدث بيني وبين أحلامي البسيطة فأنها قامت بدغدغة عواطفي لكي نختم اللقاء بيننا فأنا وأحلامي دائما توئمان لانفترق ولأنها تعرف صفاء أفكاري وبرائتها....ورغم ألمي ورغم أحباطي ....ضحكت .......ضحكت....على كل شى .....ضحكت.... على خيبتي .... ضحكت على سذاجتي...... ضحكت .....على فشلي.....ضحكت ......على عفويتي ... ضحكت حتى أستفقت من أحلامي على كلمة حي على الصلاة ...وإلى أحلام جديدة أرجوا أن تكون سعيدة أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه

شكرا لك وانست منتدانا الرائع

شكرا اختي عاشقة البدو واتمنى ان اكون في مستوى المسئولية وان اكون خفيف الضل عليكم ولك تحياتي القلبية

» برائة الطفولة الجميلة