ليبيا تبدأ جهودا للحفاظ علي الصناعات التقليدية العربية

ليبيا تبدأ جهودا للحفاظ على الصناعات التقليدية العربية



ليبيا24 ـ تجمع مندوبون عرب في العاصمة الليبية طرابلس لبحث سبل الحفاظ على الصناعات التقليدية في المنطقة.

وجذب الاجتماع مشاركين من دول من شمال إفريقيا بينها المغرب وتونس ومصر علاوة على ممثلين عن دول الخليج العربية بينها البحرين.

والمنطقة غنية بالصناعات التقليدية مثل الفخار والمشغولات النحاسية والزجاج.. لكن كثيرا من الحرفيين في تلك الصناعات يشعرون بالقلق من أن حرفتهم قد تندثر وتصبح شيئا من الماضي.

ويواجه الكثيرون منهم منافسة من الصادرات من بلدان مثل الصين كما أن أعمالهم لا يشتريها عادة إلا السياح فقط.

وقال لؤي سعيد رئيس الرابطة الأردنية للحرف والفنون الشعبية إن الحكومات تدرك أن من الضروري أن تتحرك لانقاذ تلك الصناعات التقليدية.

واضاف "قطاع الصناعات التقليدية مر بتعثر كبير في السنوات الماضية. في السنوات الأخيرة تنبهت الحكومات العربية لأهمية هذا القطاع في مشاريع التنمية المستدامة خاصة وأن هذا القطاع يدخل في عدة مسارات تنموية مختلفة منها المساق الثقافي.. المساق السياحي.. المساق الاجتماعي ومساق الحد من الفقر والبطالة".

ويهدف الاجتماع إلى إيجاد سبيل لتطوير تلك الحرف ومساعدة الصناع.

ودعا حرفيون وصناع ليبيون الحكومة إلى وضع استراتيجيات لتحديث الورش وإنشاء مدارس لتعليم الجيل القادم من الحرفيين مثل صناع الأواني الفخارية والزجاج والقباقيب.

ويقول صناع مثل الحاج أحمد إسماعيل إن سوق تلك السلع تتضاءل شيئا فشيئا.

وقال "حال الصناعات التقليدية ليس جيدا لأن الإنتاج متكدس ومركون. فالصناع والحرفيون ينتجون وينتجون مختلف المنتوجات مثل المنسوجات والنحاس وسعف النخيل ولكن دون فائدة طالما لا يوجد تسويق".

وكثير من المهارات التي تشملها تلك الصناعات التقليدية انتقلت عبر الأجيال وهذه المعرفة باتت تواجه مخاطر الندرة أيضا.

وقالت عزة الشحاتي مديرة مدرسة الفنون والصنائع بطرابلس "طبعا المنافسة العالمية الحاصلة في ليبيا كساحة مفتوحة للمنتجات الأجنبية مثل المنتجات الهندية والمنتجات الصينية والمنتجات من الدول الشقيقة مثل مصر والأردن".

ودعت إلى مراجعة السياسات وتدريب حرفيين جدد وشبان.

ويتناقص عدد الورش والحرفيين في أنحاء المنطقة. وكثير من الشبان لا يرغبون في تعلم حرف أسلافهم حيث ينظر إلى تلك الصناعة على أنها ليست مربحة.

لكن دولا كثيرة مثل تونس والمغرب تعتمد على تلك المهارات وعلى منتجات الصناعات التقليدية لجذب السياح إلى أسواقها.

والصناعات التقليدية مرتبطة تاريخيا وثقافيا بالدول التي توجد بها حيث يعرف كثير من المدن في أرجاء المنطقة بنوع المنتجات التي تصنع بها. فسوريا تشتهر بصناعة المشغولات النحاسية وتعرف دمشق بصناعة الزجاج والنسيج.

أما بلدة نابل على الساحل الشرقي لتونس فتشتهر بصناعة الخزف والفخار.

لكن الخوف ينتاب الحرفيين من أن تجارتهم التقليدية تواجه تهديدا مع إغراق الشركات الكبرى والواردات الأجنبية السوق المحلية بمنتجات أرخص.

ويهدف اجتماع طرابلس الذي بدأ في الخامس من يوليو/ تموز وانتهى الأربعاء (7 يوليو) إلى توفير مزيد من الوظائف في مختلف القطاعات فيما يساهم أيضا في مكافحة الفقر]