في أول جلسة من جلسات مؤتمرنا الشعبي الأساسي (البلاد) بشعبية درنه تحدث أمين المؤتمر وقال نحن نقرر ولجتنا الشعبية تنفذ ليس لدينا أي مشكلة على الإطلاق، لا تتردوا في أي قرار السلطة في أيدينا والثروة في (إكتورنا) ولم يكذب أحد الحاضرين خبراً فوقف وحلف بالطلاق على أن الثروة في أيدينا .. دونكم لا تتردوا هذه الكلمات لا زلت أتذكرها، لا أنكر أن هناك متردد وآخر مصدق ولكن كأنني أسمع الكل يهمس مع نفسه (الميه تكذب الغطاس)، لقد كانت جلسات المؤتمر ساخنة إلى درجة تطاير الشرر من عيون بعض الحاسدين الذين استكثروا علينا هذه النعمة التي جاءتنا فجأة، إلى حد أن وصل بالبعض الذين قالوا لا تبددوا الميزانية فطلباتنا كثيرة، لماذا لا نرًحل منها للعام القادم صحيح أن القاعة مكتظة على بكرة أبيها حتى العناصر النسائية شاركت بقوة خوفاً على تجاوز المؤتمر طلبات المرأة واستحواذ الرجل على كل شيء. جدل وحوار وبعدها قرر الجميع بضرورة حل المشاكل الأساسية وهى صيانة الصرف الصحي والمخططات العمرانية وتوفير قطع الأراضي والقروض الإسكانية وصيانة المدارس والحد من تدمير الأراضي الزراعية وعدم البناء عليها وتوفير الخدمات الصحية اللائقة بأعضاء المؤتمر وتوفير الأدوية وصرف المرتبات في حينها وتسهيل إجراءات الحج والعلاج في الخارج وصيانة الطرق المتهالكة والنظافة العامة، ومن ثم وقف أحد كبار السن وقال ما دام أتقولوا أن الفلوس في أيدينا (عجوزي توفت وأريد أن تجوزونني في عقاب عمري) ضحك الجميع وقال أحدهم أنتم تريدونها جنة وفيها كعك، المهم لجنة الصياغة تعبت من الطلبات والقرارات ولم تغفل عن شيء إلا وسجلته ووثقته في سجلاتها لكي يتم رفع الصياغة إلى مؤتمر الشعب العام !!! في السنة القادمة وفى جلسة المؤتمرات الشعبية (أجتمع مؤتمرنا المتمَيز) ولم يتخلف عن الحضور إلا من جاور ربه أو لم يكن متواجداً بالمنطقة .. بدأ أمين المؤتمر يتحدث عن حواره الساخن في مؤتمر الشعب العام حيث قال لقد طالبت بجميع ما حملته معي من قرارات وتوصيات، ولكن جميع القرارات على مستوى المؤتمرات تم إحالتها للجنة الشعبية العامة لكي تنفذ طلباتكم غصباً عنها ولكن (أعطوها فرصة والصبر من صفات المؤمن)، أقتنع الكل وقالوا بناء البيت لا يمكن أن يكون في يوم وليلة، المهم لم تستمر الجلسات لأنها جلسات مراجعة للقرارات فتم التأكيد على القرارات والتوصيات السابقة لكي تناقش في جلسة قادمة. في السنة القادمة الأخرى (الثالثة) بدأ الحضور غير مقنع لأمانة المؤتمر وشدد الأمين على الحضور وقال هذا مستقبلكم فإذا لم تقرروه فمن يقرر لكم هذا المستقبل، إن عدم الحضور قد يتسبب في عدم تنفيذ قراراتنا وعليكم أن تعلموا أن أي مؤتمر يتقاعس عن الحضور والنقاش ليس في صالحه (الكورة في ملعبكم) ارتفعت بعض الأصوات المعتدلة وطالبت الحاضرين النقاش بجدية والتأكيد مرة أخرى على القرارات السابقة التي تم صياغتها ورفعها لمؤتمر الشعب العام وهى التي بحوزة اللجنة الشعبية العامة. المهم أنصرف الجميع وودعوا بعضهم إلى لقاء في السنة القادمة (وإن شاء الله خير). قبل الجلسة العادية والمعتادة أعلن عن جلسة طارئة لمناقشة موضوع ما فأنتهز أعضاء المؤتمر الفرصة في بند ما يستجد من أعمال للتساؤل والاستفسار عن القرارات السابقة فأندهش أمين المؤتمر !!! كيف يا أخوانا أليس لدينا وطنية لنترك هذا الموضوع الهام ونناقش مواضيع مثل الإسكان والصرف الصحي والخدمات التعليمية .. لا شك أن الأمين رجل مسًيس فقد أستطاع الهيمنة على الحاضرين الذين توقفوا عن النقاش فجأة وقالوا (كلام طيب) نؤجل مناقشة قراراتنا السابقة إلى العام القادم. وأضاف أمين المؤتمر أن هناك لوائح وعقوبات ستطبق على المتخلفين عن الحضور،، مثلاً الحصول على قرض يتطلب رسالة من المؤتمر بالحضور الدائم وكذلك المواد الغذائية التي تصرف من قبل الجمعية حتى إجراءات الحج ستكون من خلال المؤتمر !!!!! غير أننا عندما كنا نتخذ قرار إقالة مسؤول أو إدانته ويتم إبعاده من الموقع التنفيذي، نجده بقدرة قادر قد تربع على موقع أكبر وكأن الجهات المختصة التنفيذية تصر على الفساد غصباً عنا وعن قراراتنا، بل يأتي ذلك المسؤول متبجحاً أمام الجميع ويعلن أنه الوحيد الذي يفهم اللعبة وطريقة اللعب مع الكبار!! وهو الأهم في الموضوع حيث تحولت الأجهزة الرقابية إلى أجهزة داعمة ومتسترة على المسؤول وكأنها تحمى المسؤول من المواطن البسيط الذي كان يتوقع حمايته من جشع وطمع المسؤولين الذين تحولوا إلى لوبي يجمعهم هدف واحد. المهم .. انتهى العقد الأول وأعضاء المؤتمر يطالبون تنفيذ قراراتهم ويستفسرون عنها وجاء الثاني وهكذا ... والكل يتساءل لماذا لم تنفذ القرارات ؟؟ خلال سنوات بالرغم من الميزانيات التي تخصص كل عام !! وتعتمد ميزانية وتنهب ميزانية وترحل ميزانية وهكذا ... وهنا بدأت المساءلة والتشديد على المساءلة وتشديد تشديد المساءلة واللوم وعدم الارتياح وصولاً للإسقاط وهكذا لمدة تجاوزت ثلاثة عقود من الزمن ... الزمن الذي تقاس به حياة الشعوب ... الزمن مر علينا وكأنه لا قيمة له وهو الزمن الذي سنسأل عنه يوم القيامة فيما أهدرناه .. لقد كان أعضاء المؤتمر في آخر جلسة لهم بعد (30) سنة من الاجتماعات والقرارات غير راضين فلم تعد تنفع المساءلة ولا اللوم ولا العتاب ولا الإسقاط لأنه بعيد الاحتمال فقد تحول مؤتمرنا إلى (مؤتمر لم يحضر أحد) وأصبح الأمين في غاية الإحراج .. فقد قرروا جميعاً في مؤتمرنا ضرورة التخلص من هذه الحكومة والمشكلة أنه ربما لا تكون هذه الحكومة الحالية هي السبب ولكنها حكومة تحملت أخطاء الحكومات السابقة وجاء بها القدر لتسجل في تاريخ سلطة الشعب، عفواً (سلطة المسؤولين) .. وارتفعت الأصوات بقوة (فلتسقط الحكومة) التي لم تنفذ قراراتنا. المهم أن البعض أستيقظ بعد هذه المدة الطويلة ولا زال البعض الآخر يطالب ويعلم الله متى يفيقوا من سباتهم. تقابلت يوماً صدفة مع أحد الذين تم تصعيدهم وهو من (إفرازات المرابيع) كان يقود سيارة فخمة ولم يشد أنتباهى إلا بعد أن رفع نظارته الشمسية ونظر إلى وأبتسم وما هي إلا لحظات حتى بدء العديد من المواطنين يسارعون لأخذه بالأحضان والسلام عليه والتودد له ثم نظر إلى مرة أخرى وكأنه يقول (ألم نقول لكم نحن نفهم اللعبة) ثم تحرك بسيارته، من الطبيعي أن أفهم تلك الرسالة، سألت عنه فقالوا أنه أصبح من أصحاب الملايين ولديه شركة، هذه هي سلطة الشعب !! التي رفعت من شأن الفاسدين وصنعت منهم رؤوس أموال على حساب مصلحة الوطن وهذا هو قدرنا أن نعلًى من شأن مفسدينا.!! هذه رحلة تاريخية مع مؤتمر حضرنا فيه جلسات حوار ونقاش ولمدة تجاوزت ثلاثة عقود من الزمن تخََرج فيها أبناؤنا من الجامعات وأصبح لهم عائلات ودخلوا معترك الحياة فربما يستلمون متابعة الحوار والنقاش لتستمر مسيرة أخرى من أجل أبنائهم فلا حكومة سقطت ولا لجان تغيرت ولا شكل سلطة تطورت اللهم مسكنات هنا وهناك فالكل متشدد برأيه لا يريد الجلوس مع الآخر فقد نسوا أو تناسوا أن المستقبل ليس لهم بل لأجيالهم التي ستلعنهم كما لعنتنا أجيالنا الذين وقفوا أمامنا وقالوا ماذا فعلتم من أجلنا ؟؟ غير أن جوابنا كان حاضراً بسرد هذه الأحداث التاريخية لمؤتمر شعبي كنا نظن أنه السيد وصاحب القرار لمدة ثلاثة عقود ولم نحسب يوماً أننا كنا حلقة في سلسلة لا تشكل شيئاً. ورغم كل هذا إلا أن التجربة الشعبية كانت تجربة مثيرة وكادت أن تحقق أشياء كبيرة لهذا الوطن من خلال مفهوم سلطة الشعب، ولكن هؤلاء السماسرة هم الذين أساءوا لهذه التجربة وتآمروا عليها في بلادنا. ويعلم الله أننا كنا صادقين مع الله ومع أنفسنا عندما كنا نناقش ونشرح ونجيب عن الاستفسارات عملنا بما يرضى الله وكنا نقدم النصح لا لشيء إلا لأننا لم نعرف الخداع ولا الكذب ولا الزيف لأننا تربينا على الصدق والصراحة والمواجهة ولم يكن لنا هدفاً إلى مصلحة الوطن، ويبدو أن هذه الصفات غير مستحبة في سلطة الشعب لأنها تشكل عائق في مسيرة الفاسدين الذين ظلموا أنفسهم وظلموا مستقبل الأجيال القادمة. فبعد هذه المسيرة الطويلة من الاستهزاء بالقرارات الشعبية والضرب بها عرض الحائط تخرج علينا الحكومة بعد نوم أهل الكهف لتستفيق وبحوزتها أكثر من مائة مليار دينار ويبدأ التخبط التخطيطي الإستراتيجي الغير مجهز له وتوقع العقود (بالهبل) دون دراسة مستوفاة متكاملة من جميع الجوانب الفنية (رغاطة) مشروعات هنا ومشروعات هناك زيارات هنا وزيارات هناك مقابلات في غرب الوطن وشرقه وجنوبه لاستقطاب المواطنين البسطاء الذين طالما طالبوا بحقهم الشرعي عن طريق برنامجهم السياسي المعتمد من قبل الدولة فقد بدء المسؤولون في قضاء إجازاتهم الصيفية الترفيهية خارج الوطن. وها هي الحكومة في استراحة مفاجئة وهى ربما استراحة المحارب كما يقال ويا ليتها استراحة محارب للفساد وإعادة الأمور إلى طبيعتها ولكنها استراحة توصلت إليها من خلال متابعتي لموقع اللجنة الشعبية العامة الذي يكاد يخلو من التحديث والتجديد والتطوير وهى الدلالة على التوقف وعدم الاستمرارية وعدم وجود الجديد فهل هي وقفة من أجل ترتيب الأوراق التعاقدية ومراجعة ما تم التعاقد عليه ؟؟ أم أن هناك تجاوزات أو انحرافات حدثت نتيجة للعجلة في توقيع العقود التي أندهش في بعض الأحيان من القيم التعاقدية لها، الرجاء لا تفاجئونا فكفانا كوارث ولم نعد نحتمل المزيد من الضحك على الذقون. | 
الجمعة يونيو 26, 2009 9:19 am
