أول لقاء صحفي لـ د.طارق السويدان في ليبيا

هذا الحوار كان يوم السبت 16 رمضان 2009 بعد صلاة العشاء بمسجد مولاي محمد في طرابلس، قبيل إلقائه لمحاضرة "إعداد الجيل المسلم"، وذلك في ختام زيارته لليبيا، حيث استضافته جمعية واعتصموا للأعمال الخيرية ضمن فعاليات مسابقة واعتصموا العالمية الخامسة لحفظ القرآن الكريم للنساء.

السيرة الذاتية :
طارق محمد الصالح السويدان - مواليد الكويت 1953 - مسلم عربي كويتي - متزوج ولديه ستة أولاد.

المؤهلات العلمية :
دكتوراه في هندسة البترول جامعة تلسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة – 1990 مع مرتبة الشرف.
ماجستير في هندسة البترول جامعة تلسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة – 1982 مع مرتبة الشرف.
بكالوريوس في هندسة البترول جامعة بنسلفانيا – الولايات المتحدة – 1975.

له خبرة في العديد من المجالات منها الإداري والتعليمي والمالي والجماهيري والإعلامي والنفطي، حيث شغل عدد من الوظائف القيادية في المجالات السابقة - تقريباً أكثر من 13 وظيفة - من رئيس مجلس إدارة ونائب رئيس مجلس إدارة وعضو مجلس إدارة وأمين عام ومدير عام، وله خبرة عملية في المجال النفطي حيث عمل كمراقب هندسة المكامن في وزارة النفط الكويتية منذ عام 1975 وحتي عام 1977، وأستاذا مساعدا بكلية الدراسات التكنولوجية في الكويت، ومن ضمن الوظائف التي يشغلها حالياً هي مدير عام قناة الرسالة منذ عام 2005، وهو مدرب محترف في مجالات التنمية الشخصية والإدارة العامة مند عام 1992 وحتى الآن.

عضو في عدد من الجمعيات العالمية منها :-
جمعية التدريب والتطوير الأمريكية - جمعية الإدارة الأمريكية - جمعية هندسة النفط الأمريكية - جمعية الصحفيين الكويتيين.

من ضمن أعماله :-
ألف أكثر من 25 كتاب.
له عدة كتابات في العديد من المجلات والصحف.
له أكثر من 39 ألبوم سمعي وبصري.
أعد وقدم أكثر من 22 برنامج إذاعي ومرئي.
حاضر في أكثر من 20 مؤتمر عالمي.
درب أكثر من 50 ألف متدرب من مختلف أرجاء العالم في أكثر من 38 مجال وأعد وقدم العديد من الدورات لعشرات الجهات في مختلف أرجاء العالم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الحوار:

( تصور وانطباع )

* بسم الله .. كيف كان تصورك لما ستكون عليه زيارتك لليبيا؟ وما هو انطباعك الآن؟
- بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشكركم على فرصة اللقاء، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في جهودكم.

* بارك الله فيك ..
- زيارتي لليبيا أولاً كانت بدعوة كريمة من جمعية واعتصموا، ومن المفروض أنها تكون على هامش المسابقة العالمية الخامسة لحفظ القرآن الكريم للنساء، لكن بسبب أنها كانت في العشر الأواخر، فضلت أن آتي في هذا الموعد، فأتقدم بالشكر الجزيل لمن رتب هذا اللقاء المبارك. ولأنها الزيارة الأولى لليبيا، كان عندي بعض التصور المختلف عما رأيت. فالحمد لله يعني تصوراتي بشكل عام كانت بوادي، لكن ما رأيته كان أفضل مما كنت أتصور، ونسأل الله سبحانه وتعالى لليبيا مزيدا من النهضة والرقي والتقدم.

* بارك الله فيكم ..
- والحمد لله رأيت بوادر لهذا كبيرة وإن شاء الله نراها في السنين القادمة أكثر بإذن الله.

* ما أبرز ما لفت إنتباهك خلال تواجدك لفترة قصيرة في ليبيا؟
- أكثر شيء لفت انتباهي هو حجم التدين الذي في ليبيا. لم أكن أتوقع أن يكون حجم التدين بهذا المستوى، فالإلتزام الديني كبير جداً، والإرتباط عالي، ووجدت أن الشباب ما شاء الله، الإقبال من الشباب والفتيات على الإلتزام الديني عالي جداً. قضية حفظ القرآن وحجم الإهتمام بحفظ القرآن الكريم لم أرها في أي بلد آخر بهذا الحجم، فهذا أيضاً مما لفت انتباهي بشكل كبير. أيضاً لفت انتباهي بشكل كبير أن هناك إقبال من الشباب على العلم الحديث، والحرص على أن يخططوا لحياتهم.

* هذا بفضل توجيهاتكم ..
- الله يبارك فيكم .. يخططوا لحياتهم، يتخصصوا في مجالات متقدمة، يحرصوا على التنمية البشرية. هذه تغييرات جذرية حدثت في الشباب فنهنئكم عليها، وبإختصار أهم ما لفت انتباهي هو الشباب الليبي.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

( أمريكا والوطن العربي )

* خلال عيشتك في أمريكا لـ (17) عام على ما أظن..
- نعم صحيح ..

* ما هو أهم شيء إيجابي .. شيء واحد .. وكذلك الشيء السلبي الذي فيها؟
- أهم شيء إيجابي أن هناك نظام لكل شيء وبالتالي إذا تغيرت القيادات لا يتغير الواقع. يعني إذا تغير شخص وجاء شخص آخر هناك منهجية، هناك إلتزام بالوقت، هناك إلتزام بأداء الواجبات في كل مرافق الحياة، وبالتالي وجود أنظمة هذا يريح الناس بشكل كبير.

* تقصد دولة مؤسسات ..
- نعم .. وأهم شيء سلبي هو فقدان القيم .. القيم المجتمعية سيئة. القيم الأخلاقية سيئة. التفكك الأسري عالي. هذا من المشاكل الرئيسية التي وجدتها في المجتمع الأمريكي.

* في منطقتنا العربية ماذا لاحظت؟ نفس فكرة السؤال السابق يا دكتور.
- في المنطقة العربية رغم كل الفساد الذي عندنا، مازال عندنا قضية القيم لها إهتمام. بمعنى صلة الرحم، الجيرة، الكرم، هذه مازالت رغم كل مشاكلنا. لكننا متقدمون على ما وصل إليه العالم الغربي بشكل كبير جداً. أما السلبية الكبيرة فهي قضية أن هناك عدم فاعلية.

* عدم فاعلية ..
- يعني الإنسان غير منتج، الشركات غير منتجة، والدولة غير منتجة إلا ما ندر. الأصل هو عدم الفاعلية، والاستثناء أن يكون هناك فاعلية. فأنا أتمنى أن كل شخص يأخذ الأمور بجد، والله سبحانه وتعالى "يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". فأتمنى أن ثقافة الإتقان هذه تنتقل لأمتنا إن شاء الله.

* ألا ترى أن ذلك ناتج من تحكم وسيطرة الحكومات وعدم وجود حرية للفرد فهذا هو سبب الكساد أو عدم الفاعلية؟
- عدم وجود الحرية يقتل كل شيء، يقتل الإبداع، يقتل التفكير، يقتل المشاركة، يقتل التطوير، لأننا سنعتمد على عقل واحد بدل من أن نستفيد من كل العقول، فلا شك أن مشكلة عدم وجود الحرية وإطلاق الحريات هي المشكلة الكبرى في العالم العربي.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

( انفتاح وطلب علم نافع )

* (مِن غير المسلمين) من أكثر من استفدت من علمه ؟ حتى يستفيد الشباب ..
- يمكن أكثر واحد إستفدت منه هو "ستيفن كوفي" صاحب العادات السبع لأكثر الناس فاعلية، وطبعاً مؤلفاته الأخرى.

* هو في إدارة الوقت ..
- نعم .. هو يتكلم في إدارة الحياة، وإدارة الوقت، والفاعلية الشخصية، والتنمية الذاتية، فهذا أكثر واحد غربي استفدت منه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

( فلسطين الأثر الأكبر )

* من كان له التأثير الأكبر في حياتك، ربما قضية أو موقف أو شخص معين؟
- لا شك أن قضية فلسطين كان لها أكبر تأثير في حياتي. قضية فلسطين عبرت عن حجم الهزيمة النفسية والفعلية التي مرت بها أمتنا. قضية فلسطين تدل على أن عدد محدود من يهود "شرذمة قليلة" تتحكم في العالم كله وتسيطر وتهزم أكثر من 1500 مليون مسلم. لا شك أن هذه اثارت في نفسي شجوناً فقررت أن أساهم في النهوض بالأمة وأن نعز من جديد لأجل أن ننهض بأمتنا إن شاء الله، وتحرير فلسطين هو أحد المؤشرات الرئيسية لنهضتنا إن شاء الله.

* وهذا ما دفعك لكتابة هذا الكتاب .. "هنا أعطيت الدكتور كتاب من تأليفه: "فلسطين .. التاريخ المصور".
- .. أكمل د. طارق وهو يبتسم: نعم وكتبت كتابا جديدا أيضاً يمكن أن كثيرا من الناس لم يروه إلى الآن.

* بعد هذا ..
- نعم كتاب جديد بعد هذا هو "اليهود .. الموسوعة المصورة". وقد صدر هذا الكتاب.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

( المصطفى صلى الله عليه وسلم هو القدوة )

* بعد خاتم المرسلين - عليه الصلاة والسلام - بمن تقتدي؟
- تعلمت مبدأ من مبادئ الحياة، أني لا أقتدي بأي شخص في كل شيء، وإنما هذا مبدأ أريد أَنّ الشباب يتبنوه. لا تقتدوا بأي شخص غير الرسول صلى الله عليه وسلم، وليكن لكم قدوات وليس قدوة واحدة؛ بمعنى أنْ قد اقتدي بفلان في العلم، وقد اقتدي بفلان في فن الإلقاء، وآخر في سلوكه وأدائه، والآخر في فعاليته، والآخر في تطوره الشخصي. فلا تقتدوا بشخص واحد، خذوا من كل شخص أهم ما فيه، ليس هناك إنسان كامل إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

( التخطيط ضرورة حتمية .. فمتى كان ؟

* متى ولماذا خططت لحياتك ورسمت لنفسك دوراً كي تكون مساهمًا في نهضة الأمة؟ يعني تداركًا للوقت ولو حتى التوقيت ..
- هذا كان في الحقيقة من قبل حوالي 23 سنة تقريبًا عندما وضعت خطة مدتها 30 سنة لأجل أن أساهم في نهضة الأمة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

( وختامها رسالة )

* [لينهض الشباب الليبي بنفسه ليساهم في نهضة ليبيا لتشارك في نهضة الأمة] .. ما هي رسالتك إلى الشباب الليبي؟
- أنصح الشباب الليبي أن يقسموا حياتهم إلى مرحلتين؛ المرحلة الأولى يتعلموا فيها ويزيدوا علمهم الشرعي. يزيدوا إتقانهم لتخصصهم، ويكثروا من تعلم المهارات، حتى لما تأتي المرحلة الثانية من حياتهم تكون مرحلة عطاء، فكلما زاد التعلم في البداية زاد العطاء في النهاية. أوصيهم بتقوى الله تعالى، وإتقان العمل، والطموح في الحياة.

* بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
- حياك الله وبارك الله فيك.

* شكرا لكم يا دكتور.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وتوجه الدكتور طارق السويدان بعد إنتهاء هذا اللقاء مباشرة لإلقاء محاضرته الختامية بعنوان "إعداد الجيل المسلم"، التي شهدت حضور عدد كبير من المواطنين من مختلف الأعمار.

(وأتوجه بالشكر لجمعية واعتصموا التي نظمت هذه الزيارة المباركة، ومكتبها الإعلامي، وبالأخص الأخ صلاح الدين عون، والأخ رياض علي حسن ضيافتهم، ولكل المشرفين بمسجد مولاي محمد، وعلى رأسهم الحاج أبوبكر عيسى إبراهيم، والأخ أحمد. كذلك أخص بالشكر المهندس أسامة الصويعي على جهده وحسن ضيافته، ولكل من أتاح الفرصة لي لمقابلة د.طارق السويدان وإجراء هذا الحوار).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» لقاء صحفي مع خروف العيد
» لقاء صحفي وخاص مع الحب
» لقاء منتخب ليبيا اليوم مع منتخب ليبيريا
» طارق التايب وعرض الاهلي بنغازي
» احتلال ليبيا،